الخميس، 13 يونيو 2013

أحمد رأفت يكتب: القنابل الكاذبة

بوابة فيتو: القنابل الكاذبة
شهدت العلاقات المصرية الإثيوبية توترًا كبيرًا لاسيما بعد استمرار التصريحات النارية بين الجانبين على خلفية تناقل صحف إثيوبية تحركات مصرية سودانية لشن عمليات عسكرية على سد النهضة تهدف لضربه باستخدام القنابل الكاذبة !!

إلا أن بعض خبراء المياه كشفوا عن تخوف إثيوبيا من استخدام مصر هذه القنابل في ضرب سد النهضة الإثيوبي، والقنابل الكاذبة استخدمتها بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، ونجحت في ضرب سد "لانكستر"، وكان عددٌ من الخبراء قد نصح مصر باستخدام الأنموذج البريطاني بضرب السدود.

وأرى أن هذا لا يتماشى مع ما أعلن عنه المتحدث العسكري للجيش المصري العقيد أركان حرب أحمد محمد علي أن القوات المسلحة لم تتورط حتى هذه اللحظة في الخلاف مع إثيوبيا بشأن بناء سد "النهضة" على نهر النيل، محاولًا التخفيف من لهجة الحوار بين القاهرة وأديس أبابا وأن هذه ليست قضية عسكرية في هذه المرحلة"، حيث تخشى مصر خفض حصتها المائية، مضيفًا أنه من المبكر جدًا إشراك الجيش في هذه المشكلة في الوقت الراهن".

وكان معهد "ستراتفور" الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والتحليلات الاستخباراتية قد نصح الجيش المصري بالتفكير مليًا قبل أن تضرب السد، فهناك احتمالية أن تغرق السودان بالكامل، إذا تم بناؤه؛ لذا على القاهرة أن تضرب السد خلال مراحل إنشائه وليس بعد إتمام بنائه، على الرغم من أن مصر تخشى أن تستخدم إثيوبيا طُرقا لردعها نتيجة هدم السد، إذا بدأت عمليات الهدم في وقت مبكر".

وإذا ما فكر الجيش في التحرك لهدم السد فعليه أن يضع في حساباته شيئًا مهمًا، وهو بُعد المسافة عن إثيوبيا؛ وذلك لأن مصر تفتقر بشدة إلى القدرة على التزود بالوقود الجوي لنقل المعدات وخلافه إلى إثيوبيا، وأن الحل الوحيد للقوات المصرية هو وقوع السد في مكان قريب من الحدود السودانية، حيث الوصول إلى المطارات السودانية يعد من ضمن سياسة التجول داخل النطاق الجوي المصري، ومع ذلك فإن العمل على عملية الهدم من داخل الأراضي السودانية يمكن أن يكون عائقا سياسيًا، ومن المحتمل أن يؤدي إلى عواقب دولية للسودان مع مصر، فضلًا عن وقوع السودان على مقربة من السد من الممكن أن يضعها تحت التهديد بالانتقام العسكري المباشر من قبل إثيوبيا.

ويرى المعهد الأمريكي أنه ثمة خيار آخر هو إدراج قوات العمليات الخاصة من السودان، ومن هناك من الممكن وأن تُتيح الفرصة للقوات المصرية للتحرك عبر الحدود، إذ تعمل القوات المصرية على التسلل إلى مكان السد، وتخريب البنية التحتية له، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة تمنح السودان الفرصة بالادعاء أنها ليست لديها فكرة عما حدث، والادعاء بأن "المتشددين" هم من قاموا بالهدم والتخريب.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي قد اتهم القيادة المصرية بالجنون بسبب نيتها شن عمليات عسكرية على سد النهضة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الشركة التي تجري دراسات السد قطعت شوطًا طويلًا وأن تهديدات مصر لن توقف بناء السد وأن السودان أبلغت إثيوبيا موافقتها على بناء السد باعتبار أنه لن يؤثر في حصة دول المصب.

أعلم جيدًا أن الحرب في الأيام المقبلة ستكون حرب المياه من أجل مكافحة العطش.. فهل تتفهم القيادة السياسية حقيقة ذلك أم سيعطش سكان المحروسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي تعليقاتكم علي موضوعاتنا