تحقيق / احمد رافت
في السنوات الأخيرة صار الطفل المصري تقريبا مثل غيره من اطفال العالم أسير الكمبيوتر وألعابه المختلفة التي زحفت لمختلف الاسواق فأنت تجدها خاصة الالعاب المنسوخة والمقلدة في اسواق الحراج .. وتحقيقنا اليوم عن الأطفال وعشق الكمبيوتر ..
ازعاج الاطفال
تقول أم شهاب يقضي طفلي يوميا ساعات بمفرده وهو يلعب ألعاب الكمبيوتر واحيانا مع احد اخوته وانا بصراحة سعيدة لكونه في البيت واقول يلعب في البيت ولايطلع الشارع ووجع راس وتضيف الكمبيوتر ساعدني في أن اخذ راحتي بدون ازعاج الأطفال حتى والدهم قام يشتري لهم الالعاب الجديدة بل صرنا نوصي معارفنا عند سفرهم باحضار الالعاب التي لاتتوفر في الاسواق
تحت النظر
وتقول ام محمد في الماضي قبل وجود الكمبيوتر وألعابه المختلفة كنت اعاني من تربية الأولاد فإما هم مع اشرطة الفيديو او مع اصحابهم في الشارع الآن الحمد لله الكمبيوتر جعلنا نطمئن عليهم فهم تحت النظر والألعاب شغلتهم عن التفكير في الخروج من البيت وها هم قد اعتادوا على الكمبيوتر وألعابه فاذا اضفنا إلى ذلك كون العطلة الصيفية قد بدأت فهذا يعني وجود فراغ كبير لديهم .. لكن لافراغ أمام سحر الكمبيوتر ومايزخر به من ألعاب متعددة ..!!
الاعمار والشخصية
وتقول أم عبد الكريم انها اختارت ألعاب الكمبيوتر لابنائها من خلال اعمارهم ومايناسب شخصياتهم لانني قرأت تقريرا في احد المجلات التربوية تتحدث عن اهمية الالعاب للاطفال وأهمية حسن اختيار هذه الالعاب لا أن نترك الاختيار على الأطفال انفسهم حتى الالعاب التي يتبادلونها بينهم وبين اقرانهم اقوم بالاطلاع عليها ومشاهدة مقاطع منها هذا ما اتفقت عليه بيني وبينهم واليوم الأولاد يسيرون على نفس النهج والاسلوب.
المتابعة والحرية
وتقول السيدة أم صلاح : غالبية الأطفال تستهويهم ألعاب الكومبيوتر، فإن لم يتعرف عليها فلا بد من ان يكون قد سمع عنها من خلال احاديث رفاقه في المدرسة او من هم اكبر منه، والفضول هنا سيدفعه للسؤال والتجربة، وان كانت ليست من هواياته، فهو لا يريد ان يكون جاهلاً بما يعرفه رفاقه، وكأي شيء جديد يجذبه فهو سيعتاد عليه ومحاولة تحديد مدة لعبه ستكون صعبة لكن الام تستطيع التوصل إلى حل اذا ما راعت عدة مسائل كأداء الطفل في المدرسة وصحته وكذلك وضعه النفسي. وبالنسبة لأطفالي فهم اسراء الكمبيوتر وألعابه مثل بقية الأطفال وانا ووالدهم نتابعهم عن بعد حتى نعطيهم مجالا من الحرية والخصوصية وهم يمارسون علاقتهم بالكمبيوتر وألعابه ..
ظاهرة عالمية
بعدها التقت (الانترنت والاتصالات) بالاستاذة امل حجازي تخصص تربية وسألناها عن علاقة الأطفال بألعاب الكمبيوتر فقالت مشكورة : الأطفال على مستوى العالم باتوا اسراء للكمبيوتر وألعابه اضافة إلى أن تعلقهم بالكمبيوتر والألعاب بات ظاهرة عالمية جميع دول العالم الآن يعيشون نفس الظروف تقريبا والمتابع للصحافة العالمية يقرأ باستمرار عن اخبار انتشار ألعاب الكمبيوتر في هذه الدولة او غيرها حتى أن بعض الدول مثل الصين واليابان وكوريا وماليزيا خصصوا قرى توفر خدمات الكمبيوتر والانترنت للاطفال حتى يتاح لاطفالهم اكتساب مهارات وتقنيات حديثة ومتطورة.. ولا غبار على تعلق الأطفال بالكمبيوتر فهذا أمر مطلوب ولكن لايجب أن نترك الأطفال بدون متابعة او مراقبة وحتى الوقت يجب أن يكون وقتا محدودا لا أن نترك الأطفال طول اليوم مع الكمبيوتر فسوف يؤثر طول الوقت عليهم بصورة غير مباشرة ..
تطور التقنيات
وتضيف الاستاذة امل : من المطلوب أن تراقب وتتابع الأسرة اطفالهم وأن تحول قدر المستطاع تحقيق رغباتهم في الحصول على برامج والعاب جديدة بعد مشاهدتها فهذا أفضل خاصة وأن التطور في التقنيات صار متاحا للجميع وبالتالي قد تتسرب برامج او ألعاب غير مقبولة ولامستحبة لاطفالنا .
شاشة الكمبيوتر
ومن جهة اخرى سألنا الدكتورة وفاء عبد المنعم اخصائية اطفال عن تأثير شاشة الكمبيوتر على نظر الأطفال فقالت :
يجب أن تكون الأسرة حاسمة في هذا المجال مع محاولة أن نفهم كثيرا اطفالنا أهمية عدم الاستمرار لفترة طويلة أمام شاشة الكمبيوتر مع اشعارهم بأن التركيز على الشاشة الكمبيوتر يؤثر في سلامة نظرهم بسبب الاشعاع والذبذبات اللونية والضوء، والاكثار منه سيضعف بصرهم ويرهق عيونهم، بالاضافة إلى ان شدة التركيز في الشاشة قد تسبب له صداعا، اما المتاعب النفسية فقد تبدأ بالجهد النفسي، فالطفل عند الخسارة سيشعر بالاحباط وقد يصبح متوترا احيانا ويحاول جاهدا اعادة اللعب اكثر من مرة لمحاولة الفوز، اما عند الفوز، فإصراره سيكبر ولتفادي هذه المشاكل او المواجهات مع الأطفال يجب أن يكون هناك شبه اتفاق بين اولياء الأمور واطفالهم حول علاقتهم بالكمبيوتر ونصف ساعة إلى ساعة تكفي لأن يستمتع الطفل بلعبته هذه يوميا. واسمحي له أن يختار الوقت الذي يلعب به بعد عودته من المدرسة كي لا يشعر بالظلم من تحديدك المدة فهو قد حدد الوقت الأمثل له. وتجنبي ان يلعب قبل النوم مباشرة فقد اثبتت الدراسات ان هذه الالعاب تحفز الذهن وتسبب الارق.
بعيدا عن الكمبيوتر
وتضيف الدكتور وفاء بالامكان زيادة مدة اللعب قليلا في عطلة نهاية الاسبوع، فلا مانع من ان تصل مدة لعبه إلى الساعة وحتى ساعتين. وقسمي اوقات الطفل اليومية كي لا يشعر بالفراغ ويتجه لهذه الألعاب مطالبا بوقت اكثر، فمثلا بعد عودته من المدرسة إلى حين وقت النوم ما يقارب الخمس ساعات حاولي توزيعها بطريقة معقولة مع توفير البديل للطفل مثل لعب الكرة او مشاهدة برامج اطفال في التلفزيون وحتى الخروج معه من البيت لمزيد من الحيوية وتغيير الجو ورتابة الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر او التلفزيون التغيير والتنويع مطلوب وباستمرار.. مع الاهتمام بتشجيعه على القراءة والاطلاع على المجلات والكتب المصورة الخاصة بالأطفال فهذا سوف يساهم في تنمية قدراته ويتيح له مجال آخر للاستمتاع بعيدا عن الكمبيوتر وألعابه !!..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي تعليقاتكم علي موضوعاتنا